ندوة نقاشية حول الفرص الاستثمارية والتعاون مع كبرى الشركات الأمريكية

عقدت غرفة التجارة الأمريكية ندوة خاصة لأعضائها، عبر الإنترنت الخميس الماضي، عن الفرص الاستثمارية والمزايا الاستثنائية للشركات الأمريكية في المناطق الحرة. وخاطب سعادة أحمد بن محمد السيد، وزير الدولة ورئيس مجلس إدارة هيئة المناطق الحرة المشاركين في الندوة التي حضرها أكثر من ٨٥ مشاركاً، بما فيهم ممثلين عن أبرز الشركات الأمريكية كشركات آبل، وبوينغ، وإكسون موبيل.


افتتح الندوة السيد/توماس جيه دونوهيو، الرئيس التنفيذي لغرفة التجارة الأمريكية والذي أكد أن: “العديد من الشركات الرائدة، كشركتي جوجل ومايكروسوفت، أسست أعمالها في المناطق الحرة في دولة قطر، الأمر الذي يعدّ مؤشراً لجميع الشركات الأمريكية لدراسة فرص دخول قطر والعمل مباشرة في المناطق الحرة ومع الشركات الأمريكية التي تم تأسيسها هناك. إن وجود شركة جوجل ومايكروسوفت في المناطق الحرة هو خطوة إيجابية كبيرة لهيئة المناطق الحرة التي بذلت جهوداً حثيثة لتوفير بنية تحتية وبيئة تنظيمية تجذب الشركات العالمية الكبرى.”

Thomas J. Donohue, CEO of the U.S. Chamber of Commerce


وشدد سعادة وزير الدولة على أن المناطق الحرة مستمرة في خططها لأن تكون قاعدة إقليمية للشركات التكنولوجية وشركات الاقتصاد الجديد، مدعومة بالبنية التحتية المتطورة في الدولة، والجامعات المحلية العريقة والمراكز البحثية، إضافة الى المزايا التي توفرها المناطق الحرة ودولة قطر التي تجعلها الوجهة الاستثمارية المفضلة للشركات الرامية إلى تأسيس أعمالها في المنطقة، حيث تستهدف استقطاب الشركات العالمية المتخصصة في المجالات المستخدمة لأحدث التقنيات مثل إنترنت الأشياء، الخدمات السحابية، الأمن السيبراني، الذكاء الصناعي، وكافة تكنولوجيات الثورة الصناعية الرابعة، نظرا لمساهمة هذه التقنيات في تسهيل إجراءات الأعمال وتوفيرها للفرص التجارية، كما حدث وفق اتفاقية التعاون التي تم توقيعها مؤخراً مع مجموعة تاليس الفرنسية لإنشاء مركز للكفاءات الرقمية سيقدم خدماته لكافة قطاعات الدولة والمنطقة، وترحب الهيئة بكافة الشركات التكنولوجية الأمريكية للانضمام الى المناطق الحرة والعمل معها لتحقيق الأهداف المشتركة.

هذا وأشار سعادته إلى أن دولة قطر استثمرت في مشاريع ضخمة على نطاق واسع في السنوات الأخيرة بما في ذلك التوسع في تغطية المناطق الحيوية بشبكة الجيل الخامس (5G)، فضلاً عن أنظمة المترو، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من مشاريع البنى التحتية الأخرى، مضيفاً بأن الدولة تتمتع بنظام صحي متطور ونظام تعليمي عالمي المستوى حيث تتواجد في قطر أكثر من 15 جامعة عالمية إضافة إلى الكثير من المدارس الدولية، والمراكز البحثية الرائدة تحت مظلة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع وجامعة قطر والعديد من المؤسسات الأخرى في الدولة، كما أن الموقع الجغرافي لدولة قطر ومشاريع شبكات النقل يعززان من المناطق الحرة كخيار جذاب خاصة لقطاع الخدمات اللوجستية.

وأضاف وزير الدولة إلى أن حكومة قطر هيّأت بيئة تنظيمية مناسبة لأعمال الشركات الأجنبية في المناطق الحرة، والتي تمنح الملكية الأجنبية الكاملة بنسبة 100٪ بالإضافة إلى إمكانية عقد الشراكات الاستراتيجية مع القطاع الخاص القطري، وشركة الدوحة للاستثمارات الصغيرة والمتوسطة للمساهمة في التوسع إقليمياً وعالمياً. كما تقدم الهيئة امتيازات كبيرة كالإعفاء من الضرائب على الشركات لمدة 20 سنة قابلة للتمديد والإعفاء من الرسوم الجمركية على الواردات. وبما أن إحدى المسائل الأساسية التي تشغل الشركات عند تأسيس أعمالها في الخارج، خاصة شركات التكنولوجيا، هو حماية الملكية الفكرية وبيانات العملاء، وضعت دولة قطر أُطراً قانونية متينة استطاعت من خلالها استقطاب العديد من الشركات العالمية مثل شركتي جوجل ومايكروسوفت واللتان انضمتا الى المناطق الحرة كمستثمرين رئيسيين لتقديم الخدمات السحابية للمنطقة عبر مراكز البيانات التي تعتزمان إنشاءها في المناطق الحرة، ويتمتعان بسمعة قوية فيما يتعلق بحماية حقوق الملكية الفكرية الخاصة بهما، كما استقطبت الهيئة قرابة 100 شركة من مختلف بلدان العالم وفي مجالات عدة كما أُعلن سابقاً.

إن دولة قطر والمناطق الحرة على ثقة تامة من أن بنيتها التحتية ستكون محفزاً هاماً للشركات التي تبحث عن مركز عمليات عالمي يوفر إمكانية الوصول إلى الأسواق الرئيسية في كل من آسيا وأوروبا وإفريقيا، إلى جانب الاستفادة من جميع المزايا التي توفرها عمليات البنية التحتية والخدمات اللوجستية ذات المستوى العالمي.

وقد أيّدَ هذا النهج باتريك تريبل، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة إنفينتوس للطاقة، والمشارك في الندوة قائلاً: “نقوم بإرساء شراكات لمراكز البحث والتطوير الخاصة بنا مع نظراء محليين في المناطق الحرة، وسنقوم بإنشاء مركز تنمية إقليمي سيتم دمجه مع مراكزنا التنموية في الولايات المتحدة وآسيا. أما فيما يتعلق بالمواهب والعمالة الماهرة، فهي متوفرة بسهولة. بالتالي، يمكنني أن أصف تجربتنا حتى الآن بالممتازة.”

كما قامت عدد من الشركات الأمريكية باستعراض تجاربها الناجحة في الاستثمار في المناطق الحرة في قطر، وناقشت بعض الشركات المشاركة في الندوة الفرص الاستثمارية التي توفرها الهيئة في إشارة إلى اهتمامها وثقتها في اقتصاد الدولة والتوجه الاستراتيجي للمناطق الحرة.
واختتم وزير الدولة ورئيس مجلس إدارة هيئة المناطق الحرة الندوة مؤكدا: “لن نكتفي بالخدمات والمزايا التي نقدمها اليوم، بل سنواصل تحديث أنظمتنا، وسيتم مناقشة أفكار جميع المستثمرين والتحديات التي يواجهونها والتصرف بناءً عليها. ستبقى خدمة المستثمرين في صدارة سلّم أولوياتنا.”