توقيع إتفاقية إطارية لإنتاج الحافلات الكهربائية في المناطق الحرة

وقعت هيئة المناطق الحرة – قطر اليوم، اتفاقية إطارية متعددة الأطراف لإنشاء مصنع لإنتاج الحافلات الكهربائية مع شركة “يوتونغ” الصينية، أحد أبرز شركات تصنيع الحافلات الكهربائية، وشركة “مواصلات”، شركة النقل العام في دولة قطر. سيتم تصنيع الحافلات الكهربائية في المناطق الحرة لاستخدامها في الخدمات الرئيسية خلال بطولة كأس العالم 2022 وبعدها. وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية دولة قطر الهادفة إلى تحويل 25% من حافلات النقل العام إلى الطاقة الكهربائية النظيفة بحلول موعد البطولة. ومن المتوقع أن يتم تشغيل كامل أسطول حافلات النقل العام بالطاقة الكهربائية بحلول العام 2030.

Contract signing by executive officials from QFZA in the presence of Prime Minister and Minister of Interior,

هذا وتم توقيع الاتفاقية الإطارية أثناء مراسم حفل توقيع عقود ومذكرة تفاهم خاصة بالتحول الكامل والتدريجي لنظام الحافلات الكهربائية في دولة قطر بحضور معالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، وسعادة السيد جاسم بن سيف السليطي، وزير المواصلات والاتصالات. بالإضافة إلى عدد من الوزراء وكبار المسؤولين في الجهات المعنية بمنظومة النقل العام بالطاقة الكهربائية، والمسئولين التنفيذيين في هيئة المناطق الحرة.

وبناء على الاتفاقية، ستعمل شركتي “مواصلات” و”يوتونغ” معاً لتطوير وتشغيل مصنع للحافلات الكهربائية بهدف تسليم حافلات كهربائية لاستخدامها خلال كأس العالم 2022. ومن المقرر أن ينتج المصنع الأفواج الأولى من الحافلات الكهربائية وتصديرها إلى الأسواق الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط، أوروبا، أمريكا الجنوبية، وإفريقيا. وسيكون إنتاج الحافلات الكهربائية بغرض التصدير إلى الأسواق الخارجية محط تركيز رئيسي بمجرد وصول التصنيع إلى طاقته الإنتاجية القصوى.

تأتي هذه الصفقة تتويجاً لمناقشات بين مسؤولي الهيئة، وشركة “مواصلات”، وممثلين عن المستثمرين الصينيين. وذلك عقب زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى للصين في عام 2019، والتي أثمر عنها توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء مصنع لتجميع الحافلات التي تعمل بالطاقة النظيفة في المناطق الحرة. وسيثمر عن الاتفاقية مع “يوتونغ” تبادل المعرفة والخبرات والتقنيات التكنولوجية، وسيتم تصنيع أجزاء من الحافلات الكهربائية من قبل الشركات القطرية كجزء من استراتيجية التوطين في الدولة. ومن المتوقع أن تشكل هذه الشركات أسس صناعة المركبات الكهربائية الرائدة في المنطقة، إذ ستقوم بتوريد هذه المركبات وقطعها إلى جميع الأسواق حول العالم.

تمثل الشراكة مع “يوتونغ” لتأسيس المصنع في منطقة أم الحول الحرة إضافة إلى المجموعة المتنامية من الشركات في المناطق الحرة والتي تقدم حلولاً للمشاكل التي نواجهها اليوم والناتجة عن ضرورة تبني طرق أكثر استدامة في مجال النقل. تعمل المناطق الحرة في قطر ضمن سوق تنافسي للغاية فيما يتعلق باستقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر. وفي هذا السياق، يدعم قطاع المركبات الكهربائية المتنامي في الدولة وتزايد طلب السوق وسلاسل التوريد على هذه المنتجات على جذب المستثمرين في ظل انخفاض معدل الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي بنحو 50٪ هذا العام.

كما سيدعم هذا المشروع الاستراتيجي أهداف دولة قطر على المدى الطويل لتحويل النقل العام في الدولة إلى الطاقة النظيفة، كما أنه يعزز من مركز دولة قطر كلاعب إقليمي رائد في قطاع النقل الكهربائي.

ورحب سعادة أحمد بن محمد السيد، وزير الدولة ورئيس مجلس إدارة هيئة المناطق الحرة، بتوقيع الاتفاقية قائلاً: “أصبحت المناطق الحرة وجهة بارزة للشركات التي تمتلك رؤية طموحة للمستقبل. وتعكس هذه الإتفاقية إلتزام الهيئة بالاستفادة من الصلة بين التكنولوجيا الناشئة وتحقيق التنمية المستدامة والذي سيوفر بدوره فرصاً كبيرة لتحقيق التنمية الاقتصادية على المدى الطويل لدولة قطر. وإلى جانب تأسيس قطاع مركبات كهربائية واعد، سيوفر هذا المشروع فرصاً للشركات المحلية من خلال توظيف المقاولين، ومزوّدي الخدمات، والموردين المحليين. كما أن إنتاج هذه الحافلات هنا يظهر فرص النمو التي يوفرها المناخ الاقتصادي الجاذب للمستثمرين الدوليين لتقديم ما يتطلبه السوق. بالإضافة إلى ذلك، تؤكد خطط تصدير الحافلات الكهربائية القدرات اللوجستية الكبيرة للمناطق الحرة على المستوى العالمي، والتي تعد بمثابة بوابة للوصول إلى الأسواق في جميع أنحاء العالم.”

ونظراً لأن مفاهيم الاستدامة وانبعاثات الكربون أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى عند اتخاذ القرارات سواء من قبل حكومات الدول أو الأفراد، فمن المتوقع أن يزداد الطلب على وسائل النقل التي تعمل بالطاقة الكهربائية. ولهذا أطلقت المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء “كهرماء” الدليل الاسترشادي للبنية التحتية لوحدات شحن المركبات الكهربائية في دولة قطر في خطوة تهدف إلى تشجيع انتشار المركبات الكهربائية في الدولة.

وتمثل هذه الاتفاقية دليلاً على جاذبية السوق القطري للاستثمار الأجنبي لاسيما في ضوء المشاريع المختلفة التي ستقام في البلاد، أهمها استضافة كأس العالم 2022، أكبر حدث رياضي عالمي والذي من المتوقع أن يجذب مليون ونصف زائر من حول العالم، ممن سيستخدمون حافلات كهربائية تم تصنيعها في قطر للوصول إلى الملاعب والفنادق.